صحيفة «الإندبندنت البريطانية» لا تغفل عن المشهد السياسى للانتخابات البرلمانية فى مصر بكل ما قد تحمله هذه الانتخابات إلى
مصر من طبيعة للحكومة القادمة، الكاتب إيان بريل وجه رسالة للغرب، مفادها أننا لا يجب أن نخشى فوز الإخوان المسلمين فى الانتخابات البرلمانية الحالية فى مصر، معتبرا أن الحصول على السلطة باهظ الثمن وأن حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين سيضطر فى النهاية إلى اتخاذ قرارات صعبة حتى لا يواجه خروج الملايين مجددا إلى ميدان التحرير.
إيان اعتبر أن انبعات الثورة مجددا فى مصر طغى على بداية انتخابات، وصفها بالملتوية رغم أنه طال انتظارها لما يقرب من ستة عقود من الاستبداد العسكرى، مشيرا إلى الاعتقاد السائد الآن هو أن جماعة الإخوان المسلمين تقترب بقوة من السلطة بعد 85 عاما. وأشار إلى أن وجود حزب إسلامى يدير دولة بحجم وأهمية مصر الاستراتيجية والتأثيرية على المنطقة بأكملها يفزع الغرب، لكنه أوضح أننا إذا كنا نطالب بالديمقراطية فإننا لا ينبغى بأى حال من الأحوال أن نشكو ممارسة الناس حقهم فى التصويت، حتى وإن كان بطريقة لا تروق لنا، مضيفا أن الليبراليين والعلمانيين أنفسهم فى مصر صحيح لا يريدون أن يصل الإخوان إلى السلطة، لكنهم فى الوقت نفسه لا يخافون منهم، ورأى إيان أن الحديث عمّا قد يفرضه الإخوان على المصريين فى ما يخص زى النساء والحرية والتعبير، فى حال وصولهم إلى الحكم، أمر مقلق لكن فى الوقت نفسه يجب أن نكون أكثر منطقية، ففى بلد يعتمد بشدة على السياحة وتدعم فيها الصناعة شخصا من كل خمسة مصريين فإن من غير المعقول أن تقوم الجماعة بأى عمل، من شأنه تقويض هذه الموارد، وحتى لو فعلوها فإننا سنشهد مرة أخرى خروج الملايين إلى ميدان التحرير، ومظاهرات تجوب البلاد، اعتراضا واحتجاجا على ما يحدث.
الكاتب البريطانى اعتبر أن للسلطة أحيانا قوة تمكّن صاحبها من الاعتدال، خصوصا مع من كانوا فى السابق «محظورة» و«ضحايا» لفترة طويلة، والآن بعد عقود من الديكتاتورية والسرقة فإن واقع السلطة يواجه الحكومة القادمة باقتصاد محطم وارتفاع ديون الحكومة، وكذلك ارتفاع معدلات البطالة والفقر، وانهيار التجارة والسياحة وانتشار الأمية، بالإضافة إلى الخدمات العامة التى يجب أن توفرها الحكومة، كل ذلك والناس تنتظر بفارغ الصبر من أجل التغيير، التغيير الذى قد يجعل الإخوان يحصلون على السلطة فى النهاية لكن سيبقى نصرا باهظ الثمن وعليهم أن يتحملوا تكلفته.
التحرير
0 التعليقات:
إرسال تعليق